لا تنتظر أحداً..

OLYMPUS DIGITAL CAMERA
لا تنتظر أحدا
فلن يأتي أحد
 

لم يبق شيء غير صوت الريح
والسيف الكسيح
ووجه حلم يرتعد
الفارس المخدوع ألقي تاجه
وسط الرياح وعاد يجري خائفاً
واليأس بالقلب الكسير قد أستبد
صور على الجدران ترصدها العيون
وكلما اقتربت …تطل وتبتعد
قد عاد يذكر وجهه
والعزم في عينيه
والأمجاد بين يديه
والتاريخ في صمتٍ سجد
الفارس المخدوع في ليل الشتاء
يدور مذعوراً يفتش عن سند
يسري الصقيع علي وجوه الناس
تنبت وحشة في القلب
يفزع كل شيء في الجسد
في ليلة شتوية الأشباح
عاد الفارس المخدوع منكسراً
يجر جواده
جثث الليالي حوله
غير الندامة ما حصد
ترك الخيول تفر من فرسانها
كانت خيولك ذات يوم
كالنجوم بلا عدد
الفارس المخدوع ألقى رأسه
فوق الجدار
وكل شيء في جوانحه همد
لا شيء للفرسان يبقى
حين تنكسر الخيول
سوى البريق المرتعد
وعلى امتداد الأفق تنتحب المآذن
و الكنائس .. و القباب
و صوت مسجون سجد
هذا الزمان تعفنت فيه الرؤوس
و كل شيء من ضمائرها فسد
الفارس المكسور
ينتظر النهاية في جلد
عينان زائغتان ، وجه شاحب
وبريق حلم في مآقيه جمد
لا تنتظر أحدا … فلن يأتي أحد
فالآن حاصرك الجليد ، إلى الأبد
فاروق جويدة 1998